كانت
الألعاب الأولمبية التي احتضنتها لندن الصيف الماضي أبرز حدث رياضي للعام 2012 على الإطلاق، ليس فقط لأنها عرس الرياضة العالمية بامتياز، ولكن لأنها كانت أيضا حافلة بالأرقام القياسية والإنجازات التاريخية، إضافة إلى تتويج منتخب إسبانيا بكأس أمم أوروبا، ونجاح الأرجنتيني ليونيل ميسي في تحطيم رقم قياسي عالمي صمد 40 عاما.
وكتب كل من السباح الأميركي مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت سجل الأرقام القياسية الأولمبية من جديد في ألعاب لندن 2012 التي وصفها البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بـ الألعاب المتألقة.
ورغم فشل القرش فيلبس في معادلة إنجاز أولمبياد بكين 2008 عندما أحرز ثماني ذهبيات، فقد كانت ذهبياته الأربع وفضيتاه اللتان أحرزهما في لندن كافية ليصبح أكثر الرياضيين الأولمبيين تتويجا في التاريخ برصيد 18 ذهبية وفضيتين وبرونزيتين.
وفي ألعاب القوى، حقق بولت أسرع رجل في العالم إنجازا غير مسبوق بتكرار ثلاثيته في المسافات القصيرة بأولمبياد بكين 2008 عندما أحرز ذهبية سباقات 100 متر و200 متر والتتابع 4×100 متر، معززا رصيده في سباقات العدو ليصبح فعلا "أسطورة"، على حد قوله.
وشهد أولمبياد لندن لحظات مميزة أخرى عندما أحرز العداء البريطاني مو فرح ذهبيتين في سباقين للمسافات الطويلة وفوز السباحة الأميركية الصاعدة ميسي فرانكلين بأربع ذهبيات والظهور الأولمبي الأول للعداء الجنوب أفريقي مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس "العداء الشفرة".
وفي كرة القدم مثل تتويج المكسيك بذهبية الأولمبياد على حساب البرازيل مفاجأة كبيرة، ولكن حفاظ إسبانيا على لقبها ببطولة أمم أوروبا في بولندا وأوكرانيا لم يكن مفاجئا على الإطلاق، لينجح منتخب لا روخا في دخول التاريخ بإضافة لقب يورو 2012 إلى لقبيه الكبيرين السابقين يورو 2008 وكأس العالم 2010.
لاروخا يتألقوفي النهائي الذي كان ملعب العاصمة الأوكرانية كييف مسرحا له، سحق زملاء تشافي وأندريس إنييستا وإيكر كاسياس إيطاليا برباعية نظيفة، في حين ودع منتخب هولندا -وصيف مونديال 2010- مبكرا دون أن يحقق فوزا واحدا. أما الماكينات الألمانية فأوقف منتخب الأزوري مسيرتها في الدور قبل النهائي. وفشل منتخبا البلدين المضيفين في تجاوز دور المجموعات، لكنهما قدما أداء تنظيميا جيدا رغم كل الشكوك التي أحاطت بفترة تحضيرهما للدورة.
أوروبيا أيضا لكن على صعيد الأندية، أحرز تشيلسي الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه لقب
دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني بركلات الترجيح، وعلى ملعب "أليانز أرينا" بميونيخ خاصة. من جهته توج أتلتيكو مدريد بطل دوري أوروبا (يوروبا ليغ) على حساب مواطنه أتلتيكو بلباو.
وفي الدوريات المحلية، توج باللقب في ألمانيا بوروسيا دورتموند وفي إنجلترا مانشستر سيتي وفي إيطاليا يوفنتوس وفي فرنسا مونبيلييه وفي إسبانيا تمكن ريال مدريد أخيرا من استرجاع اللقب من منافسه العنيد.
وكعادته، كان نجم برشلونة والأرجنتين ليونيل ميسي رجل الأرقام القياسية بامتياز، إذ تمكن من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في عام واحد الذي كان باسم الألماني غيرد مولر برصيد 85 هدفا في العام 1972.
وفي كأس العالم للأندية، توج كورنثيانز البرازيلي باللقب للمرة الثانية في تاريخه بفوزه 1-صفر في النهائي على تشيلسي الذي فشل في أول مشاركة له في البطولة التي احتضنتها اليابان وستنتقل في العامين القادمين إلى المغرب.
المنتخب الزامبي توج هذا العام للمرة الأولى في تاريخه بلقب كأس أمم أفريقيا الفرنسية
أفريقيا وآسياوفي أفريقيا، فاجأ منتخب زامبيا جميع المراقبين عندما توج للمرة الأولى في تاريخه بلقب كأس أمم أفريقيا التي احتضنتها الغابون وغينيا الاستوائية، بعد فوزه بركلات الترجيح في النهائي على أفيال ساحل العاج أقوى المرشحين قبل انطلاق البطولة لنيل اللقب.
وفي دوري الأبطال، نجح الأهلي المصري في مفاجأة
الترجي التونسي حامل اللقب في عقر داره وخطف اللقب منه معززا رقمه القياسي في عدد الألقاب ورفعه إلى سبعة، ليكون ممثل القارة والعرب في المونديال الذي أنهاه في المركز الرابع.
وفي كأس الاتحاد الأفريقي توج ليوباردز الكونغولي باللقب للمرة الأولى في تاريخه على حساب دجوليبا المالي. يذكر أن الفريقين تأهلا إلى الدور النهائي على حساب ممثلي العرب والسودان المريخ والهلال حيث خرج الأول على يد ليوباردز، والثاني أمام دجوليبا.
وفي آسيا، أعاد نادي أولسان لقب
دوري أبطال آسيا إلى كوريا الجنوبية بفوزه في النهائي على ضيفه الأهلي السعودي بثلاثية نظيفة. من جهته استعاد الكويت الكويتي لقب كأس الاتحاد الآسيوي بعدما حقق فوزا ساحقا على مضيفه أربيل العراقي في النهائي برباعية نظيفة.
التنس والفورمولا 1وفي عالم الكرة الصفراء، رفع النجم السويسري روجيه فيدرر رصيده من ألقاب بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى إلى 17 لقبا، بعد إحرازه لقب بطولة ويمبلدون، كما تفوق على النجم الأميركي المعتزل بيت سامبراس باعتلائه قمة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين طيلة 302 أسبوع.
وتقاسم ألقاب باقي بطولات غراند سلام الأربع الصربي نوفاك ديوكوفيتش -الذي اختتم موسم 2012 على قمة التصنيف العالمي- لقب أستراليا المفتوحة، وسجل الإسباني رافاييل نادال رقما قياسيا جديدا بإحراز لقب فرنسا المفتوحة للمرة السابعة، أما البريطاني آندي موراي فأحرز لقب الغراند سلام الأول بمشواره الرياضي بالفوز بلقب بطولة أميركا المفتوحة.
ولدى السيدات، أحرزت الأميركية سيرينا ويليامس لقبي ويمبلدون وأميركا المفتوحة إضافة إلى ذهبية أولمبياد لندن ولقب البطولة الختامية لموسم السيدات. ومع ذلك اختتمت لاعبة روسيا البيضاء فيكتوريا أزارينكا الموسم على قمة التصنيف العالمي بفضل إحرازها لقب أستراليا المفتوحة في بداية العام.
وفي الفورمولا 1، انطلقت منافسات موسم 2012 من بطولة العالم بتقديم سبعة فائزين مختلفين في سبعة سباقات قبل انطلاقة الألماني سيبستيان فيتيل القوية في الجزء الأخير من الموسم على حساب فريق فيراري ونجمه الإسباني فيرناندو ألونسو، ليصبح فيتيل ثالث سائق في تاريخ فورمولا -1 يحرز لقب بطولة العالم في ثلاثة أعوام متتالية بعد كل من الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو والألماني مايكل شوماخر.