الرجل الذي هزم مكر النساء

بسم الله الرحمن الرحيم

يروي ان هند بنت النعمان زوجة الحجاج كرهنه وهند مشهورة بالمكر والدهاء
فوقفت ذات يوم امام المراة تداعب خصلها وانشدت

وما هند الا مهرة عربية
سليلة افراس تحللها بغل
فان ولدت فحل فلله درها
وان ولدت بغل فقد جاء به بغل
فلما سمع الحجاج ذالك اغضبه فارسل احد خدامه واعطاه مائتي الف درهم وهو صداقها ففرحت هند بذالك فرحا شديدا
سمع عبد الملك بن مروان بقصتها فاعجب بها وارسل لخطبتها فردت عليه بعد السلام اعلم ايها الامير ان الاناء لعق منه الكلب فلما قرا الامير ردها ضحك وارسل اليها اذا لعق الكلب اناء احدكم فليغسله سبعا احداهن بالتراب
فلما قرات رده ارسلت اليه شرطها وهو ان يحملها الحجاج اليه بملابسه
قبل ان يخلف في الامارة فامر الخليفة بذالك للحجاج فانصاع الحجاج لطلب الخليفة
وما ان ارتحلت قافلة هند حتي امرت جارية لها ان تكشف لها سجف المحمل فوقع وجهها في وجه الحجاج فضحكت فانشد الحجاج

فان تضحكي مني فيا طول الليالي
تركتك فيها كالغباء المفرج
فاجابته

وما نبالي اذا ارواحنا سلمت
بما فقدنا من مال ومن نسب
فالمال مكتسب والعز مرتجع
اذا النفوس وقاها الله من عطب
وبعد برهة رمت دينار وصاحت للحجاج ان سقط مني درهم فنظر الحجاج وقال لها انما هو درهم وليس دينار فقالت الحمد لله الذي ابدلنا درهم بدينار فغضب الحجاج غضبا شديدا

ولما دنو من مدينة الخليفة ارسل الحجاج رسولا ليخبر الخليفة بموعد قدومه ليجهز الولائم علي شرف العروس واوصي من ارسله لاعطائه اشارة بعد انتهاء القوم من المادبة
فخرج الخليفة علي اطراف المدينة يستقبل هندا وطال انتظاره وتعمد الحجاج تاخيرهم ومل القوم وقد نال منهم الجوع
فامر الخليفة بالاكل وما ان انتهو من الاكل دخل الحجاج بعد ان جائته الاشارة بذالك فاستقبله الخليفة قائلا لقد تاخرت عن الموعد وجاع القوم فاكلو تقدم الي المائدة وكل
فقال الحجاج نحن قوم لا ناكل بقايا الرجال
ففهم الخليفة قصده ولم يتزوج هند

انه الحجاج بن يوسف الثقفي
الذي هزم مكر النساء


تحياتي